خطبة الأسبوعخطبة الجمعةعاجل

((خطبة عيد الأضحى المبارك)) العيد آدابٌ وأحكامٌ للدكتور مسعد الشايب

((خطبة عيد الأضحى المبارك)) العيد آدابٌ وأحكامٌ – جمعة الموافقة 10 من ذي الحجة 1446هـ الموافقة 6/6/2025م

((خطبة عيد الأضحى المبارك)) العيد آدابٌ وأحكامٌ  WORD للدكتور مسعد الشايب

((خطبة عيد الأضحى المبارك)) العيد آدابٌ وأحكامٌ PDF للدكتور مسعد الشايب

===========================================

أولا: العناصر:

  1. صلاة العيدين، وحكمة مشروعيتها.
  2. مَنْ يجوز لهم صلاة العيد، وبيان وقتها، وحكم قضاؤها.
  3. خطبة العيد، والتكبير في العيدين.
  4. الخطبة الثانية: (عشرةٌ من سنن، وآداب، وأحكام يوم العيد).

===========================================

ثانيا: الموضوع:

الله أكبر (تسعًا متواليات)، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، سبحان ذي الطول والإنعام، سبحان ذي الجود والأفضال، سبحان مَنْ عنت له الوجوه، وسجدت له الجباه، سبحان مَنْ ليس لملكه ابتداء ولا انتهاء.

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أنشأنا على فطرته، وشرح صدورنا لطاعته، الحمد لله الذي هدانا لذكره وشكره، ووفقنا لتوحيده وتمجيده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ضد ولا ندّ ولا نظير له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه، خيرُ مَنْ صلى وصام، وتعبّد لله وقام، فاللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأنصاره وأزواجه وذريته، وعلى جميع إخوانه من الأنبياء والمرسلين وآلهم جميعا من المؤمنين، وبعد:

(1) صلاة العيدين، وحكمة مشروعيتها))

===========================================

أيها الأحبة الكرام: فإن الخروج لصلاة العيد وسماع خطبته سنةٌ مؤكدةٌ عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقد شرعت صلاة العيدين في السنة الأولى من الهجرة النبوية المباركة، وأول صلاة عيد صلاها النبي (صلّى الله عليه وسلم) كانت صلاة عيد الفطر في السنة الثانية من الهجرة، ومن ساعتها لم يترك النبي (صلى الله عليه وسلم) صلاة العيد في عام من الأعوام حتى توفاه الله (عزّ وجلّ).

===

_ وصلاة العيدين شرعت شكرًا لله على توفيقه لإتمام طاعاته وعباداته، فصلاة عيد الفطر تأتي عقب الانتهاء من صيام شهر رمضان، وصلاة عيد الأضحى تأتي عقب أداء ركن الحج الأكبر ألا وهو الوقوف بعرفة.

==

_ كما أن صلاة العيدين تعدُّ شكرًا لله (عزّ وجلّ) على التخفيف والترويح على الأنفس بهذين العيدين، فعن أنس (رضي الله عنه) قال: قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما. فقال: (مَا هَذانِ اليَوْمَانِ؟). قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بهِمَا خَيْراً مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الفِطْرِ) (رواه أبو داود).

==

_ كما أن في صلاة العيدين شيء من الوعظ والتذكير بما هو واجب في العيدين، وفيها أيضًا مظهر من مظاهر تماسك وتآلف وترابط المجتمع المسلم، وإزالة ما بين أفراده من أحقاد وضغائن، فالغالبية تخرج للصلاة رجالا ونساء، شبابا وشيوخا، كبارً وصغارًا، فقراء وأغنياء، والكل يهنئ بعضه البعض، ويصافح بعضه البعض.

===========================================

(2) ((مَنْ يجوز لهم صلاة العيد، وبيان وقتها، وحكم قضاؤها))

===========================================

_ الراجح أنه يسن للجميع رجالًا ونساءً صلاتُها بدون تفرقةٍ بين مَنْ تنطبق عليه شروط صلاة الجمعة ومَنْ لا تنطبق عليه من العبيد، والنساء، والخنثى، والصبيان المميزين، والمسافرين…الخ، وكذلك لا يشترط فيها ما يشترط لصلاة الجمعة من العدد فهي تجوز فرادى وجماعة، وهذا هو مذهب السادة الشافعية، ومن هنا أقول: بصحة أدائها في البيوت مع الزوجة والأولاد والأهل والأقارب، أو حتى أدائها منفردًا.

===

_ اتفق الفقهاء على أن وقت صلاة العيدين هو وقت صلاة الضحى، من بعد طلوع (شروق) الشمس بحوالي نصف ساعة من الطلوع، إلى قبيل الزوال، أي: قبل دخول وقت الظهر بحوالي دقيقة، ويُسن تعجيل صلاة عيد الأضحى في أول وقتها، وتأخير صلاة عيد الفطر قليلًا ليتمكن من لم يخرج زكاة الفطر من إخراجها.

===

_ والراجح أن مَنْ فاته وقت صلاة العيد؛ سُنَّ له قضاؤها على صفتها المذكورة آنفًا، لفعل سيدنا أنس بن مالك (رضي الله عنه)؛ ولأنها صلاة فتقضى على صفتها (كيفيتها وهيئتها) كسائر الصلوات، وله قضاؤها متى شاء في العيد أو بعده متى تيسر له، والأفضل قضاؤها في بقية يوم العيد، وهذا هو مذهب السادة فقهاء الشافعية والحنابلة، وهو الأرجح في نظري.

===========================================

(3) ((خطبة العيد، والتكبير في العيدين))

===========================================

_ يسن عند جمهور الفقهاء الاستماع لخطبتي العيد، وخطبة العيد كخطبة الجمعة في الأركان والشروط والسنن والمكروهات، وخطبة العيد بعد الصلاة خلافاً لخطبة الجمعة، بلا خلاف بين المسلمين.

===

_ والتكبير في العيدين سنة مؤكدة عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (زَيِّنُوا أَعْيَادَكُمْ بِالتَّكْبِيرِ) (رواه الطبراني في الصغير والأوسط)، وقد أشار القرآن الكريم إلى تكبير عيد الفطر، فقال: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[البقرة:185].

==

_ والتكبير في عيد الفطر يبدأ عقب صلاة المغرب ليلة العيد، ويمتد لخروج الإمام لمصلى العيد، أي: عند الهمّ بعقد صلاة العيد، وفي عيد الأضحى الصحيح والراجح أن التكبير يبدأ عقب صلاة فجر عرفة ـ وليس عقب عصر عرفة ـ ويمتد لعقب عصر أخر أيام التشريق (يوم النفرة الثانية).

==

_ والتكبير يكون جهرًا؛ لفعل السلف الصالح؛ ولأنه شعيرة من شعائر العيدين؛ ولتذكير الغير به، وكما يكون في المساجد يكون في المنازل والأسوق والطرقات، وعقب الصلوات المفروضة، وعقب النوافل، بل وعقب الفوائت عند بعض الفقهاء، فلنحرص على التكبير في البيوت هذا العام والصيغة الطويلة أفضل، وأعلى ثوابًا وأجرًا، فقد جمعت إلى ذكر الله الصلاة على سيدنا رسول الله، كما جمعت الشهادتان بين ذكر الله وذكر سيدنا رسول الله.

عباد الله: أقول قولي هذا، واستغفر الله العليّ العظيم لي ولكم، فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

===========================================

(الخطبة الثانية)

((عشرةٌ من سنن، وآداب، وأحكام يوم العيد))

===========================================

الله أكبر (سبعًا متواليات)، الله أكبر في كل زمان ومكان، الله أكبر ما أذن المؤذن بالآذان، الله أكبر ما قمنا لنقف بين يدي الرحمن، الحمد لله رب العالمين، الحمد لله ولي الصالحين المؤمنين المتقين العاملين، وأشهد أن لا إله إلا الله ضمن الجنة لعباده الأخيار الأبرار، وكتب العذاب على الكافرين الفجار، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

===

أيها الأحبة الكرام: فإن ليوم العيد سننًا وآدابًا وأحكامًا، منها:

1ـ الغسل والتطيب والتزين والتجمل، ولبس أفضل ما نجد من الثياب، فعن على بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: (أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فِي الْعِيدَيْنِ أَنْ نَلْبَسَ أَجْوَدَ مَا نَجِدُ، وَأَنْ نَتَطَيَّبَ بِأَجْوَدِ مَا نَجِدُ…وَأَنْ نُظْهِرَ التَّكْبِيرَ وَعَلَيْنَا السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ) (المعجم الكبير، والمستدرك)، وكان (صلى الله عليه وسلم) يلبس للعيدين أجمل ثيابه وكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة، فعن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما): (أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) كَانَ يَلْبَسُ بُرْدَهُ الْأَحْمَرَ فِي الْعِيدِ وَالْجُمُعَةِ) (السنن الكبرى للبيهقي)، وعن ابن عمر (رضي الله عنهما)، أنه كان يغتسل في العيدين اغتساله من الجنابة. (السنن الكبرى للبيهقي).

===

2ـ تأخير الاكل لبعد صلاة العيد، والفطر، على لحم الأضحية إن كنت مضحيًا، فعن بريدة (رضي الله عنه): (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ، وَلَا يَأْكُلُ يَوْمَ الْأَضْحَى حَتَّى يَرْجِعَ فَيَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ) (رواه أحمد).

===

3ـ إخراج النساء والصبيان وجميع الأهل لحضور صلاة العيد وفرحته وبهجته، فعن أم عطية (رضى الله عنها) قالت: أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أن نخرجهن في الفطر والأضحى، العواتق (البنت أول سن البلوغ)، والحيض، وذوات الخدور (البنت المستترة في البيت)، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير، ودعوة المسلمين، قلت: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: (لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا) (اللفظ لمسلم)،

وسأل رجل ابن عباس (رضي الله عنهما): أشهدت العيد مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟. قال: (نَعَمْ، وَلَوْلَا مَنْزِلَتِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ مِنَ الصِّغَرِ…) (رواه البخاري)، وعنه أيضًا: (كَانَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يُخْرِجُ نِسَاءَهُ وَبَنَاتَهُ فِي الْعِيدَيْنِ) (السنن الكبرى للبيهقي).

===

4ـ الخروج لصلاة العيد مشيًا إن استطعنا ذلك، فكثرة الثواب بكثرة المشقة في أداء العبادة، فعن ابن عمر (رضي الله عنهما)، (كَانَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى يَخْرُجُ مَاشِيًا، وَتُحْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ الْحَرْبَةُ ثُمَّ تُنْصَبُ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي الصَّلَاةِ, يَتَّخِذُهَا سُتْرَةً…) (السنن الكبرى للبيهقي).

===

5ـ الخروجُ للصلاة من طريق والرجوع من طريق أخر، لنهنئ أكبر قدر من إخواننا بالعيد، وليشهد لنا الطريقان وما فيهما بالخروج لأداء سنة النبي (صلى الله عليه وسلم)، ولكي نعمرهما بالذكر والتكبير، فعن ابن عمر (رضي الله عنهما): (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) كَانَ يَخْرُجُ فِي الْعِيدَيْنِ مَعَ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَالْعَبَّاسِ، وَعَلِيٍّ، وَجَعْفَرٍ، وَالْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَزِيدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَأَيْمَنَ ابْنِ أُمِّ أَيْمَنَ، رَافِعًا صَوْتَهُ بِالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ، فَيَأْخُذُ طَرِيقَ الْحَدَّادِينَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى، فَإِذَا فَرَغَ رَجَعَ عَلَى الْحَذَّائِينَ حَتَّى يَأْتِيَ مَنْزِلَهُ) (صحيح ابن خزيمة)، وعن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما): (كَانَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدِ رَجَعَ مِنْ غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبَ فِيهِ) (السنن الكبرى).

===

6ـ تهنئة من لقيناه من إخواننا المسلمين بالعيد، فعن خالد بن معدان، قال: لقيت واثلة بن الأسقع في يوم عيد , فقلت: تقبل الله منا ومنك , فقال: (نَعَمْ، تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ، لَقِيتُ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَوْمَ عِيدٍ فَقُلْتُ: تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ). فقال: (نَعَمْ , تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ) (السنن الكبرى للبيهقي).

===

7ـ الترويح عن النفس، ترويحًا بريئًا لا يخالف الكتاب والسنة، كملاعبة وملاطفة الأهل فقد سمح النبي (صلى الله عليه وسلم) للأحباش أن يلعبوا بالدرق والحراب في مسجده، ووقف للسيدة عائشة (رضي الله عنها) لتشاهد ذلك، وسمح للجاريتين بالغناء الخالي من الفواحش والتشبيب بالنساء، قال (صلى الله عليه وسلم): (…كُلُّ مَا يَلْهُو بِهِ الرَّجُلُ المُسْلِمُ بَاطِلٌ، إِلَّا رَمْيَهُ بِقَوْسِهِ، وَتَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ، وَمُلَاعَبَتَهُ أَهْلَهُ، فَإِنَّهُنَّ مِنَ الحَقِّ) (رواه الترمذي).

===

8ـ التحلي بالعفو والمسامحة، وخصوصًا في هذه الأيام المباركة، أيام الفرح والسرور، وليس الحزن والحبور، حتى يغفر الله (عزّ وجلّ) لنا، قال تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور:22].

===

9ـ زيارة الأرحام والأقارب، والأهل والأصدقاء، وهذا من أوجب واجبات العيد، التواصل والتقارب مع الأهل والأقارب والأرحام والأصدقاء، فالأعياد ما شرعت إلا لوصل ما انقطع بسبب الأشغال والأعمال، والظروف…الخ، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) عن صلة الأرحام: (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) (متفق عليه).

وعن النبي (صلى الله عليه وسلم): (أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ، عَلَى مَدْرَجَتِهِ، مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ، بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ) (رواه مسلم).

===

10ـ إدخال الفرح والسرور في يوم الفرح والسرور على الفقراء والمساكين، واليتامى والمحتاجين، ولذلك كانت صدقة الفطر في عيد الفطر، وذبح الأضاحي في عيد الأضحى، فعن ابن عمر (رضي الله عنهما), قال: فرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زكاة الفطر, وقال: (أَغْنُوهُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ) (سنن الدارقطني).

===

_ فما أجمل العيد لو وصلنا الأرحام وواسينا الأيتام، وعطفنا على الفقراء والمساكين واليتامى والمحتاجين، ما أجمل العيد لو كنا على كلمة الحق مجتمعين ومتألفين ومتساندين، وعن الشقاق والبغضاء متباعدين.

==

_ فما أجمل العيد لو تمسكنا بتعاليم ديننا القويم، وبحبل الله المتين، ما أجمل العيد لو كنّا لسنة النبي (صلى الله عليه وسلم) متبعين، وبتعاليمه وأوامره عاملين، ما أجمل العيد لو تجنبنا السيئات وشرورها وعواقبها.

===========================================

فاللهمّ إنّا نسألك رضاك والْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَما مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَنعُوذُ بِكَ مِنَ سخطك ومن النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَما مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء والغلاء، وأمدنا بالدواء والغذاء والكساء، اللهم اصرف عنّا السوء بما شئت، وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير، اللهم ارفع مقتك وغضبك عنّا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا، اللهمّ آمين، اللهمّ آمين.

كتبها الشيخ الدكتور/ مسعد أحمد سعد الشايب

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى