خطبة الأسبوعخطبة الجمعةعاجل
خطبة الجمعة القادمة خير الأمور الوسط ” للشيخ ثروت سويف

خطبة الجمعة القادمة بتاريخ : 16 مايو ٢٠٢٥م، الموافق 18ذو القعدة ١٤٤٦ هـ
تحت عنوان : ” خير الأمور الوسط ” للشيخ ثروت سويف
اقرأ في هذه الخطبة
اولاً : خير الأمور الوسط
ثانياً : أُمَّةً وَسَطًا
خطبة الجمعة القادمة word خير الأمور الوسط ” للشيخ ثروت سويف
خطبة الجمعة القادمة pdf خير الأمور الوسط ” للشيخ ثروت سويف
الخطبة الأولي
الحمد لله رب الأرض ورب السماء ، خلق آدم وعلمه الأسماء وأسجد له ملائكته ، وأسكنه الجنة دار البقاء وحذره من الشيطان ألد الأعداء، ثم أنفذ فيه ما سبق به القضاء، فأهبطه إلى دار الإبتلاء
وجعل الدنيا لذريته دار عمل لا دار جزاء، وتجلت رحمته بهم فتوالت الرسل والأنبياء ثم ختمت الرسالات بالشريعة الغراء ونزل القرآن لما في الصدور شفاء، فأضاءت به قلوب العارفين والأتقياء
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء سميع بصير يرى النملة السوداء في الليلة الظلماء ويسمع دبيبها على الصخرة الصماء…
وأشهد أن سيدنا محمدًا بطل الرسل والأنبياء وإمام المجاهدين والأتقياء والشهيد يوم القيامة على الشهداء دعا أصحابه إلى الهدى فلبَّوُا النداء فإذا ذاته رحمة لهم ونور ، وإذا سلوكه إشراق وضياء
صلى الله عليه قديمًا، وكذا الملائكة في السماء اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وصحابته الأجلاء وعلى السائرين على دربه والداعين بدعوته إلى يوم البعث والقضاء
أما بعد :
فإن شريعتنا الإسلامية وسط بين مادية ومغالاة اليهود وروحانية ولين النصارى وإن التشدد والتعصب وتلك المصطلحات التي أصبحت لصيقه بأصحاب المنهج القويم ما هي إلا نتاج تغريب الفكر والهوية والإنجراف مع تيار العلمانية
وحديثنا اليوم بعنوان (حب التناهي شطط * خير الأمور الوسط) فحب التناهي هو التنطع والغلو وحب بلوغ النهاية والظهور والشطط هو التجاوز في الحد المتعارف بحيث يعد ظلما وإجحافا كذلك في جانب النقيصة عند الشراء فإن الموكل ربما لا يريد أن يظلم الوكيل البايع في السعر المتعارف فحب التناهي غلط .
ومقصدنا خير الأمور الوسط لا غلو وافراط ولاتقتير وتفريط ونهي الإسلام عن الغو وامر بالوسطية حتي وانت توفي الحقوق ولقد مَرَّ ابْنُ عُمَرَ بِرَجُلٍ يَكِيلُ كَيْلًا كَأَنَّهُ يَعْتَدِي فِيهِ، فَقَالَ لَهُ: «وَيْحَكَ، مَا هَذَا؟» فَقَالَ لَهُ: أَمَرَ اللَّهُ بِالْوَفَاءِ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: «وَنَهَى عَنِ الْعُدْوَانِ» المصنف – عبد الرزاق
قال أبو جعفر الطّحاويّ- رحمه الله تعالى- في الطّحاويّة: «دين الله في الأرض والسّماء واحد، وهو دين الإسلام، وهو بين الغلوّ والتّقصير، وبين التّشبيه والتّعطيل، وبين الجبر والقدر، وبين الأمن واليأس»
اولاً : خير الأمور الوسط
ابن آدم اعلم أن خير الرّزق.. ما لا يطغيك ولا يلهيك وخير الأقوال.. أن تفارق الدّنيا ولسانك رطب من ذكر الله وخير الأعمال أوسطها
لا تذهبنّ في الأمور فرطا … لا تسألنّ إن سألت شططا
وكن من النّاس جميعا وسطا
روي البخاري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لنَفْسِهِ؛ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ للَّهِ بِهَا.
فالتوَّسط ، والوسط ، والوسطية …هي منهج حياة لسعادة البشرية .. وليست
منهجاً مدسوس ، ولا مبدأ منقوص ، وإلا فالقران العظيم بما حمل من نصوص
وأقوال ‘ الحبيب المصطفى ‘ في السنَّة النبوية … ما أتت إلا لتؤكد حقيقة هذا
المعنى ، وبالتالي أمرت بالتقيَّد بذاك ‘ المبدأ ‘ ، والإلتفاف حول ذاك المحور
‘ محور الإرتكاز ‘ الذي يجب أن تنطلق منه تعاملات البشر فيما بينهم ….!!!
نعم … قوةَّ من غير عنف … وليناً من غير ضعف ، ‘ والضابط ‘ في ذلك كله
ـــ العدالة ـــ …. تلك هي الفطرة السليمة ، وربما الضرورة الإنسانية ، وما تراه
الحِكمة …والشرع …!
روي أن أعرابيا قال لابن عباس رضي الله عنهما إن العرب تقول: ” حب التناهي شطط خير الأمور الوسط “، فهل تجد ذلك في القرآن ؟ قال له نعم ذلك في أربعة مواضع فى القرأن:
1– في قوله تعالى في وصف بقرة موسى عليه السلام :
{ قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبّكَ يُبَيّنَ لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ لاّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ} سورة البقرة، أي : وسط بين الكبر والصغر في السن.
2– وفي قوله تعالى: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىَ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مّحْسُوراً } سورة الإسراء أي فتوسط بين الأمرين في الإنفاق.
3– وفي قوله تعالى: {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} [سورة الإسراء : وهذا السبيل هو الوسط في القراءة والدعاء.
4– وفي قوله تعالى في مدح عباد الرحمن المعتدلين { وَالّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } سورة الفرقان، :أي وسطا في المعيشة
فاجابة ابن عباس رضي الله عنهما جاءت من القرآن مبينة التوسط في الإختيار والعبادة والانفاق والمعيشة
ولأبي يعلى بسند جيّد؛ عن وهب بن منبّه ” إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ طَرَفَيْنِ وَوَسَطًا فَإِذَا أَمْسَكَ بِأَحَدِ الطِّرَفَيْنِ مَالَ الْآخَرُ وَإِذَا أَمْسَكَتْ بِالْوَسَطِ اعْتَدَلَ الطَّرَفَانِ، وَقَالَ: عَلَيْكَ بِالْأَوْسَاطِ مِنَ الْأَشْيَاءِ “
وسط في المعيشة والتدبير
قال عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه: «خير النّاس هذا النمط الأوسط، يلحق بهم التّالي ويرجع إليهم الغالي»
قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ: «يعني في غير إسراف ولا تقتير»
قال محمّد بن الحنفيّة- رحمه الله تعالى:
«الكمال في ثلاثة: العفّة في الدّين، والصبر على النّوائب، والاقتصاد وحسن التّدبير في المعيشة»
عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا. فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا، ويكره لكم قيل وقال وكثرة السّؤال وإضاعة المال» البخاري
وعن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الهدي الصّالح والسّمت الصّالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النّبوّة» ابوداوود
واما التوسط في العبادة فهو عدم اجهاد النفس حتى لا تفتر فتقعد لكن اجمع بين دنياك واخراك روي البخاري عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه يَقُولُ: جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَدْ غُفِرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَقَالَ (أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي) رواه البخاري، واللفظ له ومسلم وغيرهما.
وقال ابن حجر في الفتح: والمراد من ترك طريقتي وأخذ بطريقة غيري فليس مني، ولمح بذلك إلى طريق الرهبانية، فإنهم الذين ابتدعوا التشديد كما وصفهم الله تعالى، وقد عابهم بأنهم ما وفوه بما التزموه، وطريقة النبي صلى الله عليه وسلم الحنيفية السمحة فيفطر ليتقوى على الصوم، وينام ليتقوى على القيام، ويتزوج لكسر الشهوة، وإعفاف النفس، وتكثير النسل، وقوله: فليس مني إن كانت الرغبة بضرب من التأويل يعذر صاحبه فيه، فمعنى فليس مني: أي على طريقتي، ولا يلزم أن يخرج عن الملة، وإن كان إعراضاً وتنطعاً يفضي إلى اعتقاد أرجحية عمله، فمعنى فليس مني: ليس على ملتي لأن اعتقاد ذلك نوع من الكفر، وفي الحديث دلالة على فضل النكاح والترغيب فيه، وفيه تتبع أحوال الأكابر للتأسي بأفعالهم
وقال الطبري: فيه الرد على من منع استعمال الحلال من الأطعمة والملابس، وآثر غليظ الثياب وخشن المأكل. أ. هـ، قال تعالى: ” قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ ” الأعراف 32
وروي البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، كَانَ حَقًّا على اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا». فقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا نُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قالَ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ مِائةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّها اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ما بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَما بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَإِذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ، وَأَعْلَى الجَنَّةِ -أُرَاهُ- فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ».
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عن أَبِيهِ: «وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ». »
كما أن الطبيعة البشرية – بفطرتها – أقرب إلى القصد، ولديها قابلية الانحدار والصعود، ولن يستطيع امرؤ أن يتجاوز طبيعته لبشرية إلى الطبيعة الملائكية، ولذلك لما ظن حنظلة الكاتب التميمي الأسيدي ملاعبته لأهله وضحكه معهم بعد أن كان في خشوع وبكاء في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، لما ظن هذا التبدل في الحال نوعًا من النفاق، طمأنه رسول الله بقوله: « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي، وَفِي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ، وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ».مسلم
والقصد أقرب إلى الطاقة والاحتمال، لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلِّق على صورِ الغلو في العبادة بقوله: « عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللهِ لَا يَمَلُّ اللهُ عز وجل حَتَّى تَمَلُّوا » ، «ليُصَلِّ أحدكم نشاطه فإذا فتَر فليقعُد»
هذه الأمة تنجوا جميعها بإذن الله روي الإمام احمد عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” قَالَ اللهُ عز وجل: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ} [فاطر: 32] فَأَمَّا الَّذِينَ سَبَقُوا بِالْخَيْرَاتِ (2)، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَأَمَّا الَّذِينَ اقْتَصَدُوا، فَأُولَئِكَ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا، وَأَمَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يُحَاسَبُونَ فِي طُولِ الْمَحْشَرِ، ثُمَّ هُمُ الَّذِينَ تَلَافَاهُمُ اللهُ بِرَحْمَتِهِ، فَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {لُغُوبٌ} [فاطر: 34 – 35] “
الوسطية في الطعام والشراب
فمن الشواهد الشرعية على التوسط: التوسط في الإنفاق كقول الله سبحانه:(وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) (الإسراء ـ 29) أي: لا تجعل يدك وكأنها مغلولة بسلاسل إلى عنقك فلا تستطيع مدها للعطاء ولا تجعلها مبسوطة كثيرا جدا بحيث لا تمسك شيئا فتعطي كل شيء فمصير إنك ملوم مذموم عند الخالق و المخلوق لأنك كلفت نفسك فوق طاقتك وتجاوزت حد العادة فاحتجت إلى غيرك وتكون محسورا منقطعا عن الوصول إلى ما تريد, ومثله قول الله جل جلاله:(وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا)(الفرقان ـ 67).
وقال البخاري: قال ابن عباس: كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة . البخاري معلقا
وروي أن مطرف بن عبد الله بن الشخير رأى المهلب بن أبي صفرة يتبختر في مطرف خز وجبة خز فقال له : يا عبد الله ، ما هذه المشية التي يبغضها الله ؟ فقال له : أتعرفني ؟ قال : نعم ، أولك نطفة مذرة ، وآخرك جيفة قذرة ، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة . فمضى المهلب وترك مشيته
فأحل الله الأكل والشرب ما لم يكن سرفًا أو مخيلة او تبذير
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ” كُلُوا، وَاشْرَبُوا، وَتَصَدَّقُوا، وَالْبَسُوا، فِي غَيْرِ مَخِيلَةٍ وَلَا سَرَفٍ، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُرَى نِعْمَتُهُ عَلَى عَبْدِهِ ” مسند احمد
روي ابن ماجة عن الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، حَسْبُ الْآدَمِيَّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ غَلَبَتِ الْآدَمِيَّ نَفْسُهُ، فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ، وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ، وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ”
وقوله: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} يقول الله تعالى: إن الله لا يحب المتعدّين حدّه في حلال أو حرام الغالين فيما أحل بإحلال الحرام أو بتحريم الحلال، ولكنه يحب أن يحلّل ما أحلّ ويحرم ما حرم وذلك العدل الذي أمر به
و عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ: إِنَّ إِخْوَانَكَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، مِنْ أَهْلِ الذِّكْرِ، يُقْرِئُونَكَ السَّلَامَ. فَقَالَ: «وَعَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَمُرْهُمْ فَلْيُعْطُوا الْقُرْآنَ بِخَزَائِمِهِمْ فَإِنَّهُ يَحْمِلُهُمْ عَلَى الْقَصْدِ وَالسُّهُولَةِ وَيُجَنِّبُهُمُ الْجَوْرَ وَالْحُزُونَةَ» مسند الدارمي
الوسطية حتي في المشي ( واقصد في مشيك واغضض من صوتك ) (لقمان: 19) ، والقصد ما بين الإسراف والتقتير.
وعن الأوزاعيِّ قال: “ما مِن أَمرٍ أَمَرَ اللهُ به إلَّا عارضَ الشيطانُ فيه بخَصلَتَينِ لا يُبالي أيَّهما أصابَ؛ الغلوُّ أو التقصيرُ” مسند ابي يعلي
وقد روى الطبراني بسـند رجاله رجال الصحيح ” عن أبي يعفور قال : سمعت ابن عمر رضي الله عنهما ، يسأله رجل: ما ألبس من الثياب؟ قال: ما لا يزدريك فيه السفهاء ويعيبك به الحكماء
عليك بأوساط الأمور فإنها نجاة ولا تركب ذلولا ولا صعبا هذه اخوتى فى الله شريعة ربنا ونهج نبينا أن خير الأمور الوسط، والاعتدال، كما يقولون، هو: الحسنة بين السيئتين وخير الأمور عندنا الأوساط … ويكره التفريط والإفراط
قال ابن الأثير- رحمه الله تعالى- في بيان أفضليّة التّوسّط: كلّ خصلة محمودة لها طرفان مذمومان:
فالسّخاء وسط بين البخل والتّبذير، والشّجاعة وسط بين الجبن والتّهوّر، والإنسان مأمور أن يتجنّب كلّ وصف مذموم، وتجنّبه يكون بالتّعرّي منه، والبعد عنه، فكلّما ازداد منه بعدا ازداد إلى الوسط تقرّبا؛ ولذلك فإنّ أبعد الجهات والمقادير والمعاني من كلّ طرفين وسطها، فإذا كان في الوسط، فقد بعد عن الأطراف المذمومة بقدر الإمكان
ما أروع ‘ الإعتدال ‘ في شتَّى مناحي الحياة .. لكنَّ ذاك الإعتدال مشروط
بألا نتجاوز ‘ الخطوط الحمراء ‘ خط الدين …. والإنسانية …. ‘ والكرامة ‘
فلا نطأطأ الهامات ، والجباه لظالم متكبَّر …! ولا نحابي أحداً على حساب أحد ،
ولا نتزلَّف مدحاً ، ونفاقاً ، ورياءاً …لمن لا يستحق ذلك …!!!…… وإلا سينقلب
الحال حينها من الترفَّع إلى الكبِر .. ومن التواضع الى الذل … ومن العَّلو إلى
الركون في القاع ….!!!
وقال الشَّاعِرُ:
عليك بأوساطِ الأمورِ فإنَّها
نجاةٌ ولا تركَبْ ذَلولًا ولا صَعبَا
ثانياً : أُمَّةً وَسَطًا
قال الله عز وجل {وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } {أُمَّةً وَسَطاً} أي عدلا
أي أمة عادلة قويمة ارتضاها الله تعالى دون غيرها من الأمم كما قال: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ. . .).
والوسط هاهنا الخيار والأجود كما يقال: قريش أوسط العرب نسبا ودارا، أي خيرها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطا في قومه، أي أشرفهم نسبا
الله سبحانه يريد من المؤمنين أن يعيشوا مادية الحياة بقيم السماء وهذه وسطية الإسلام، لم يأخذ الروح وحدها ولا المادة وحدها. . وإنما أوجد مادية الحياة محروسة بقيم السماء فحين يخبرنا الله سبحانه أنه سيجعلنا أمة وسطا تجمع خير الطرفين نعرف أن الدين جاء ليعصم البشر من أهواء البشر الله تبارك وتعالى يريدنا أن نبحث في ماديات الكون بما يخلق التقدم والرفاهية والقوة للبشرية. . فما هو مادي معملي لا يختلف البشر فيه. . لكن ما يدخل فيه أهواء البشر ستضع السماء لكم قانونه. . فإذا عشتم بالأهواء ستشقون وإذا عشتم بنظريات السماء ستسعدون
فالأمة أمة نموذجيّة في العقيدة والمنهج، هذه الوسطية جعلت هذه الأمة شاهدة على جميع الأمم، شهادة في الدنيا، وشهادة في الآخرة.
كما الحديث الذي أخرجه الطبراني في الكبير عن يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي جِنَازَةٍ وَخَرَجَ النَّاسُ، فَقَالَ النَّاسُ خَيْرًا، وَأَثْنَوْا خَيْرًا، فَجَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ لَيْسَ كَمَا ذَكَرُوا، وَلَكِنَّكُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، وَأُمَنَاؤُهُ عَلَى خَلْقِهِ، فَقَدْ قَبِلَ اللهُ قَوْلَكُمْ فِيهِ، وَغَفَرَ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ “ .
وروي البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ( مرُّوا بجَنَازَةٍ، فأثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وجَبَتْ ثُمَّ مَرُّوا بأُخْرَى فأثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: وجَبَتْ فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: ما وجَبَتْ؟ قَالَ: هذا أثْنَيْتُمْ عليه خَيْرًا، فَوَجَبَتْ له الجَنَّةُ، وهذا أثْنَيْتُمْ عليه شَرًّا، فَوَجَبَتْ له النَّارُ، أنتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ في الأرْضِ.
أو سواء كانوا جيرانا كالأربعة أبيات أو ثلاثة كما في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَشْهَدُ لَهُ ثَلَاثَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنَ بِخَيْرٍ، إِلَّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ قَبِلْتُ شَهَادَةَ عِبَادِي عَلَى مَا عَلِمُوا، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا أَعْلَمُ .
وفي رواية أنس عند أحمد : أَرْبَعَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنَ.
وحتى لو كان الشهود اثنين من الأمة :
كما في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّمَا مُسْلِمٍ، شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ» فَقُلْنَا: وَثَلاَثَةٌ، قَالَ: «وَثَلاَثَةٌ» فَقُلْنَا: وَاثْنَانِ، قَالَ: «وَاثْنَانِ» ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنِ الوَاحِدِ .
فهذا من فضل الله علي هذه الأمة الميمونة
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه والصلاة علي محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد
أيها الأخوة المؤمنون حضوراً ومستمعين، بما أن هذا الدين بأصليه القرآن والسنة أمر الله التكليفي، وبما أن هذا الكون بسماواته وأرضه أمر الله التكويني، وبما أن الله واحد في خلقه، واحد في أمره، فلا بد أن نرى الوسطية والتوازن في خلقه، كما نراها في أمره
ولما جعل الله هذه الأُمة وسطًا خصّها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأصح المذاهب، كما قال تعالى: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [الحج: 78]
فهى الشهادة على الأمم فرسول الله صلى الله عليه وسلم شهيدا علينا ونحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم شهداء علي الناس
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ. فَيَقُولُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيُقالُ لِأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: ما أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ. فَيَقُولُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [آية: 143]». وَالْوَسَطُ: الْعَدْلُ. رواه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه
وفي رواية احمد ” فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم أشهد عليكم”.
وروي الإمام أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ” يَجِيءُ النَّبِيُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلَانِ وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ. فَيُدْعَى قَوْمُهُ فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ بَلَّغَكُمْ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ قَوْمَكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيُقَالُ لَهُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ. فَيُدْعَى وَأُمَّتُهُ ، فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ بَلَّغَ هَذَا قَوْمَهُ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيُقَالُ: وَمَا عِلْمُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جَاءَنَا نَبِيُّنَا فَأَخْبَرَنَا: أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} قَالَ: يَقُولُ: عَدْلًا، {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143]
وعن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أنا وأُمتي يوم القيامة على كوم مشرفين على الخلائق، ما من الناس إلا ودّ أنه مِنّا، وما من نبي كذبه قومه إلا ونحن نشهد أنه قد بلغ رسالة ربه عز وجل”
هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيكم محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقد أمركم بذلك ربكم فقال عز من قائل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56].
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر الكفرة والطغاة وسائر الملحدين اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا، ووفقه لما تحبه وترضاه، وأيده بالحق وأيد الحق به، وارزقه البطانة الصالحة، واجمع به كلمة المسلمين على الحق يا رب العالمين!
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، وأصلح ذات بينهم، واهدهم سبل السلام، واجعلهم شاكرين لنعمك قابلين لها وأتمها عليهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا وعن سائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.
فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
جمع وترتيب / ثروت سويف إمام وخطيب ومدرس