خطبة الأسبوعخطبة الجمعةعاجل

خطبة الجمعة القادمة : “إذا أردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك”. ، للدكتور محمد داود

خطبة الجمعة القادمة 20 يونيو 2025م، الموافق 24 ذو الحجة 1446هـ بعنوان: “إذا أردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك”. ، للدكتور محمد داود

خطبة الجمعة القادمة word : “إذا أردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك”. ، للدكتور محمد داود

خطبة الجمعة القادمة pdf : “إذا أردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك”. ، للدكتور محمد داود

خطبة بعنــــوان:
إذا أردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك
للدكتــــور/ محمد حســــن داود
(24 ذو الحجة 1446هـ – 20 يونيو 2025م)

العناصـــــر :   

–  المسلم من سلم الناس من لسانه ويده.
– من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه.
– الإسلام يدعونا إلى احترام خصوصيات الآخرين.
– عواقب تدخل العبد فيما لا يعنيه.

الموضــــــوع: الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي خلق الإنسان، وخصه بالنطق والبيان، ونهاه عن التدخل فيما لا يعنيه، فهو سبحانه يعلم ما يخفيه العبد وما يبديه، من هداه لمكارم الأخلاق لم يزل في راحة مسرورا، ومن يؤته الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا، ومن يضلل فلن تجد له وليا ولا نصيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، لم يزل بتقوى ربه مشتغلا، وعما لا يعنيه معرضا منصرفا، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد

فإن المسلم طيب الخلق، جميل العشرة، حسن التعامل، لين الجانب، مخموم القلب، لا يحمل غلا ولا حسدا ولا شرا، يألف ويؤلف لحسن أخلاقه وسهولة طباعه ولين جانبه، فلا يتلاعب به هواه، بل يكف عن غيره أذاه، طمعا في رضا مولاه، فقد قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) (الأحزاب: 58) وقال سبحانه: (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (الأعراف: 55) وعن سيدنا أبي ذر (رضي الله عنه) قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أيُّ الأعْمالِ أفْضَلُ؟ قالَ: الإيمانُ باللَّهِ والْجِهادُ في سَبيلِهِ قالَ: قُلتُ: أيُّ الرِّقابِ أفْضَلُ؟ قالَ: أنْفَسُها عِنْدَ أهْلِها وأَكْثَرُها ثَمَنًا قالَ: قُلتُ: فإنْ لَمْ أفْعَلْ؟ قالَ: تُعِينُ صانِعًا، أوْ تَصْنَعُ لأَخْرَقَ قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أرَأَيْتَ إنْ ضَعُفْتُ عن بَعْضِ العَمَلِ؟ قالَ: تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فإنَّها صَدَقَةٌ مِنْكَ علَى نَفْسِكَ” (رواه البخاري) ويقول سيدنا الحبيب النبي (صلى الله عليه وسلمَ): “الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ” (رواه النسائي).

وإن من أشد صور إيذاء الناس: التدخل في حياتهم وشؤونهم وعدم احترام خصوصياتهم؛ فكم من عين بكت، وكم من أسرة تفرقت، وكم من قلب تألم، وكم أستار هتكت، وكم من أسرار بدت وظهرت، وكم من عداوة وقعت جراء عدم احترام الخصوصيات وتدخل البعض في شؤون غيرهم، والكلام فيما لا يعنيهم؛ فاحترام خصوصيات الناس ليس مجرد سلوكا اجتماعيا فحسب؛ بل هو من تعاليم ديننا، ومن جميل الأخلاق التي حثنا عليها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؛ والتي قال فيها سيدنا الحبيب النبي (صلى الله عليه وسلمَ): “إنما بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأخْلاقِ”. فقد قال الله (سبحانه وتعالى) في صفات المؤمنين أهل الفوز والفلاح: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) (المؤمنون: 3)، وعن المغيرة بن شعبة (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلمَ) قال: “إنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قيلَ وَقالَ، وإضَاعَةَ المَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَال”. وَعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلمَ): “مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ”(رواه الترمذي).

أي إنه لمن كمال إسلام الإنسان احترام خصوصيات الناس، وتركه ما لا يخصه ولا يفيده ولا ينفعه ولم يكلف به من أمورهم، وإنما يحرص على ما ينفعه، كما قال النبي (صلى الله عليه وسلمَ): “احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، واسْتَعِنْ بِاللَّهِ، ولَا تَعْجَزْ” (رواه مسلم)، وقال: “يبْصِرُ أَحَدُكُمُ الْقَذَى فِي عَيْنِ أَخِيهِ، وَيَنْسَى الْجِذْعَ فِي عَيْنِهِ”… فإذا أحسن العبد إسلامه فقد نال مضاعفة الحسنات والرفعة في الدرجات، إذ يقول النبي (صلى الله عليه وسلمَ): “إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلاَمَهُ؛ فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِهَا” (متفق عليه).

وفي اهتمام الإسلام بخصوصيات الناس، ودعوة إلى عدم تدخل الإنسان فيما لا يعنيه، تراه شرع الاستئذان قبل الدخول إلى البيوت، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النور: 27) وعَنْ ثَوْبَانَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى ‏اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: “لَا يَحِلُّ لِامْرِىءٍ أَنْ يَنْظُرَ فِي جَوْفِ بَيْتِ امْرِىءٍ حَتَّى يَسْتَأْذِن، فَإِنْ نَظَرَ فَقَدْ دَخَل”‏) رواه أحمد).

كما ترى أن غض البصر من آداب الطريق؛ فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ) قَالَ: “إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ” فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ؛ إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: “فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا” قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: “غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ” (متفق عليه).

كما جعل النبي (صلى الله عليه وسلمَ) الحديث أمانة، للحفاظ على خصوصية الناس، فقال: ” إذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ الحَدِيثَ ثُمَّ التَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ” (رواه الترمذي).

إن حرص المرء على حسن إسلامه، وإيمانه دليل ظاهر، وآية بينة، وبرهان شاهد على رجاحة عقله واستقامة نهجه وكمال توفيقه، ولن يكون ذلك إلا بتركه ما لا يعنيه من شؤون الناس، وقد قال الحسن البصري (رحمه الله): “علامةُ إعراضِ الله تعالى عن العبد؛ أنْ يجعلَ شُغْلَه فيما لا يَعْنيه”. وقال الإمام الشافعي (رحمه الله): “ثلاثةٌ تَزِيد في العقل؛ مجالسة العلماء، ومجالسة الصالحين، وتركُ الكلامِ فيما لا يعني”. وقيل: “مَنْ سأل عَمَّا لا يعنيه، سمع ما لا يُرضِيه”. وقد خرجَ أحد الخدم من أحد البيوت وكان يحمل معه طبقا مغطى، فمرَّ بأحد الفضوليين، فسأل الخادم: ما يوجد في هذا الطبق المغطى؟ فقال الخادم: لو أراد أصحابُهُ أن تعرفَ لما غطوه”.

وهدي السلف في الكف عما لا يعنيهم، معروف محفوظ، وقد دخلوا على بعض الصحابة في مرضه، ووجهه يتهلل، فسألوه عن سبب تهلل وجهه؛ فقال: “ما من عمل أوثق عندي من خصلتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، وكان قلبي سليما للمسلمين”. وعن علم الأعلام الأبرار (كما قال عنه الإمام الذهبي) سيدنا مالك بن دينار (رضي الله عنه) أنه قال: “إِذَا رَأَيْتَ قَسْوَةً فِي قَلْبِكَ، وَوَهَنًا فِي بَدَنِكَ، وَحِرْمَانًا فِي رِزْقِكَ، فَاعْلَمْ أَنَّكَ قَدْ تَكَلَّمْتَ بِمَا لَا يَعْنِيكَ”. وقد مر سيدنا الإمام إبراهيم بن أدهم (رحمه الله) برجل يتحدث فيما لا يعنيه فوقف عليه، ثم قال: “كلامك هذا ترجو به الثواب؟” قال: لا، فقال: “أفتأمن عليه العقاب؟” قال: لا. قال: “فما تصنع بكلام لا ترجو عليه ثوابا وتخاف منه عقابا”.

 إن أكثر ما يراد بترك الإنسان ما لا يعنيه حفظ اللسان من لغو الكلام، فإن كل كلمة يلفظ بها اللسان محصية ومسجلة عليه وإنه لمن المؤسف أن تكون بعض المجالس معقودة على مالا يعنيهم غير مدركين أن هذه الكلمات لها أثرها فالله (عز وجل) يقول في كتابه العزيز: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق: 18). فأقوالك محصاة ومكتوبة وستحاسب عنها، وستجني منها مثلها ففي الحديث: “إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ” (رواه البخاري)، فالكلمة الواحدة هذا شأنها، فكيف بالكلام الكثير؟. ورضي الله عن الإمام الشافعي إذ يقول:

إِذا رُمتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الرَدى *** وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَيّــِنُ
فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِســـــــانُ بِسَوأَةٍ *** فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلنـــــاسِ أَلسُنُ
وَعَيناكَ إِن أَبدَت إِلَيــــــــكَ مَعائِباً *** فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُنُ

إن المتدبر في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة يرى موقف الإسلام ممن يكف أذاه عن غيره، كما يراه ممن لا يمنع الناس بوائقه وأذاه وشروره فيتكلم فيما لا يعنيه من شؤونهم وأمور حياتهم فيقع في الغيبة والله (عز وجل) يقول: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) (الحجرات: 12)، ويقول النبي (صَلى الله عليه وسلم): ” لمَّا عُرِجَ بي مَرَرْتُ بِقومٍ لهُمْ أَظْفَارٌ من نُحاسٍ، يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وصُدُورَهُمْ، فقُلْتُ: مَنْ هؤلاءِ يا جبريلُ؟ قال: هؤلاءِ الذينَ يأكلونَ لُحُومَ الناسِ، ويَقَعُونَ في أَعْرَاضِهِمْ”.

كما يقع في سوء الظن بهم، والله (عز وجل) يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) (الحجرات: 12) ولقد جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن سيدنا النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: “إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ” (رواه البخاري ومسلم). وما أروع موقف سيدنا أبو أيوب الأنصاري (رضي الله عنه)، فلما ذكرت له زوجته، ما يقول أهل الإفك، قال: “يا أم أيوب، أكنتِ تفعلين ذاك؟ قالت: لا، والله، قال: فعائشة والله خير منك وأطيب “.

كما يقع في تتبع عوراتهم؛ وقد قال تعالى: (وَلَا تَجَسَّسُوا) (الحجرات: 12) وعن أبي بَرْزة الأسلميّ (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): “يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ: لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِع اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ”( رواه أحمد وأبو داود).

كذلك يقع في سوء الحديث عنهم، وكم من عابد لله تعالى يصوم النهار ويقوم الليل وينفق القليل والكثير إلا انه يؤذى الناس بقوله أو فعله؛ وقد جاء عن سيدنا أبي هريرة (رضي الله عنه ) قال: قِيلَ لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّ فُلَانَةً تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ وَتَفْعَلُ وَتَصَّدَّقُ وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟ فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “لَا خير فيها هي من أهل النار” (رواه البخاري في الأدب المفرد)

فاتركوا ما لا يعنيكم واشتغلوا بما يعنيكم ويفيدكم ويجلب لكم الخير في الدنيا والآخرة. احفظوا ألسنتكم فإن الأعضاء كلها إذا أصبحت خضعت وتذللت للسان وناشدته، كما قال النبي (صلى الله عليه وسلمَ): “ إذا أصبحَ ابنُ آدمَ فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تُكفِّرُ اللِّسانَ فتقولُ اتَّقِ اللَّهَ فينا فإنَّما نحنُ بِك فإن استقمتَ استقمنا وإن اعوججتَ اعوججنا” (رواه الترمذي)، وما أشد قول النبي (صلى الله عليه وسلمَ لسيدنا معاذ (رضي الله عنه): “وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ”  (رواه الترمذي).

اِحفَظ لِسانَكَ أَيُّها الإِنســــــانُ *** لا يَلدَغَنَّكَ إِنَّهُ ثُعبـــــــــانُ
كَم في المَقابِرِ مِن قَتيلِ لِسانِهِ *** كانَت تَهابُ لِقاءَهُ الأَقرانُ

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، واصرف عنا سيئها، واحفظ مصر من كل مكروه وسوء، واجعلها اللهم أمنا أمانا سخاء رخاء يا رب العالمين

 

=== كتبه ===
محمد حســـــــن داود
إمام وخطيب ومـــدرس
دكتوراة في الفقه المقارن

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى