خطبةُ عيدِ الأضحَى المبارك: فِي الْعِيدِ مَظَاهِرٌ حَمِيدَةٌ د. محمد حرز

خطبةُ عيدِ الأضحَى المبارك: فِي الْعِيدِ مَظَاهِرٌ حَمِيدَةٌ د. محمد حرز بتاريخ: 10 ذو الحجة 1446هــ – 6يونيو 2025م
خطبةُ عيدِ الأضحَى المبارك WORD : فِي الْعِيدِ مَظَاهِرٌ حَمِيدَةٌ د. محمد حرز
خطبةُ عيدِ الأضحَى المبارك PDF : فِي الْعِيدِ مَظَاهِرٌ حَمِيدَةٌ د. محمد حر
الحمدُ للهِ الذي جعَلَ الأعيادَ في الإسلامِ مَصدرًا للهناءِ والسُّرورِ، الحمدُ للهِ الذي تفضَّلَ في هذه الأيَّامِ العشرِ على كلِّ عبدٍ شَكُور، سبحانه غافِرُ الذنبِ وقابِلُ التَّوبِ شديدُ العِقابِ..
اللهُ أكبرُ كبيرًا.. والحمدُ للهِ كثيرًا.. وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا.

اللهُ أكبرُ.. ما قصدَ المسلمونَ حجَّ بيتِ اللهِ الحرام .اللهُ أكبرُ.. ما أنفقُوا الأموالَ وأتعبُوا الأبدانَ وتركُوا الأهلَ والأولادَ مِن أجلِ الرضوانِ اللهُ أكبرُ .. ما صارُوا في الجوِّ والبرِّ والبحرِ تحرسُهم عنايةُ الملكِ العلامِ. اللهُ أكبرُ .. ما علتْ أصواتُهُم بالتلبيةِ استجابةً لنداءِ الخليلِ في البريةِ. اللهُ أكبرُ.. ما اكتحلتْ عيونُهُم بأنوارِ بيتِ اللهِ الحرامِ. اللهُ أكبرُ .. ما استراحتْ أجسامُهُم في الروضةِ المحفوفةِ بالأنوارِ. اللهُ أكبرُ.. ما حامتْ أرواحُهُم شوقًا إلي زيارةِ المصطفَي العدنانِ. اللهُ أكبرُ.. ما سلّمُوا علي رسولِ الإنسانيةِ النبيِّ المختارِ. اللهُ أكبرُ ..خلقَ الخلقَ وأحصاهُم عددًا ، وكلُّهُم آتيهِ يومَ القيامةِ فردًا. اللهُ أكبرُ ..ما ذكرَهُ الذاكرونَ وهلَّلَ المهللونَ وكبَّرَ المكبرون. اللهُ أكبرُ.. ما ضحَّي المسلمونَ في هذا اليومِ شكرًا للهِ علي وافرِ الإحسانِ. اللهُ أكبرُ كبيرًا.. والحمدُ للهِ كثيرًا.. وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا.
سبحانَ مَن قدَّسَ البيتَ وعظمَهُ، سبحانَ مَن جعلَ مكةَ هي البلدُ الحرامُ، سبحانَ مَن خصَّهَا دونَ بقاعِ الأرضِ بالتقديسِ والإعظامِ، سبحانَ مَن هديَ خليلَهُ إليهَا بعدَ طولِ شوقٍ وهيامٍ، سبحانَ مًن فجَّرَ زمزمَ لإسماعيلَ إجلالًا لهُ وإكرامًا، سبحانَ مَن جعلَ مكةَ مشرقًا للنورِ بعدَ أنْ كانتْ مصدرًا لكلِّ ظلمٍ وظلامٍ، سبحانَ مَن جعلَهَا أصلَ التوحيدِ بعدَ أنْ كانتْ مصدرًا لعبادةِ الأصنامِ, سبحانَ مَن اصطفَي رسولَهُ منها وجعلَهُ رسولًا لخيرِ دينٍ هو الإسلامُ, سبحانَ اللهِ وبحمدهِ سبحانَ اللهِ العظيم.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ : إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ مِنْ يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ فَمَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا(( رواه البخاري
أنا لستُ في الحُجّاجِ ياربَّ الورى ****لـكـنَّ قـلـبِي بـالـمـحـبَّـةِ كـبَّـرا
لبّيكَ ما نبَضَ الفؤادُ و ما دعا داعٍ ***و ما دمْـعٌ بعينٍ قد جرى
لبّيكَ أعـلِـنُـهـا بـكُـلٍّ تـذَلُّلٍ ***لبيكَ ما امتلأتْ بها أمُّ القُرى
أيُّها السادة :عيدُكُمْ مُبَارَكٌ وَتَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الأَعْمَالِ، وَأَبْشِرُوا بِالثَّوَابِ الْجَزِيلِ مِنَ الرَّبِ الْكَرِيمِ، وَأَمِّلُوا بِالْعَطَاءِ الْوَفِيرِ مِنْهُ -عَزَّ وَجَلَّ- عِنْدَ لِقَائِهِ. يومُكم هذا اجتمع فيه عيدين وصلاتين ، عيدٌ وجمعةٌ ، فاجتمع الفضلانِ في هذا اليوم العظيم الكريم ؛ حيث فضلُ يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع سيد الأيام وأعظمها عند الله – تعالى – وفضلُ يوم النحر أفضل أيام السنة. .؛ كما في حديث أبي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – أَنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ؛ فيه خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ منها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلا في يَوْمِ الجُمُعَةِ))؛ رواه مسلم، ، قال ﷺ : ” أفضلُ الأيّامِ عندَ اللهِ يومُ النَّحرِ ويومُ القَرِّ ” رواه ابن حبان في صحيحه. وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَعْظَمُ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ» [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ) يومُكم هذا مَا أَعْظَمَهُ مِنْ يومٍ تَتَأَلَّقُ فِيهِ ءايَاتُ المَوَدَّةِ وَالْمَحَبَّةِ بَيْنَ المسلِمينَ، وها هِيَ مَظَاهِرُ العِيدِ مِنْ فُرَصِ التَّزَاوُرِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ تَغْمُرُ قُلوبَ المؤمِنِينَ أُنْسًا وَمَحَبَّةً وَمَوَدَّةً، وَهَا هُم أخوتُنا عِنْدَ الحبِيبِ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَحَوْلَ الكَعْبَةِ يُؤَدُّونَ الشَّعَائِرَ وَالْمَنَاسِكَ وُيُرَدِّدُونَ كَلِمَاتِ التَّعظِيمِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّكبِيرِ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ، لَبَّيْكَ اللهُمَّ لبَّيْك، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالملكَ لا شَرِيكَ لَك.
لبَّيكَ ربِّي وإنْ لم أكنْ بينَ الزحَامِ مُلبيًّا
لبَّيكَ ربِّي وإنْ لم أكنْ بينَ الحجيجِ ساعيًا
لبَّيكَ ربِّي وإنْ لم أكنْ بينَ عبادِكَ داعيًا
لبيك ربي وإن لم أكنْ بينَ الصفوف مصليا
لبَّيكَ ربِّي وإنْ لم اكنْ بينَ الجموعِ لعفوِكَ طالبًا
لبَّيكَ ربِّي فاغفرْ جميعَ ذنوبِي أدقهَا وأجلهَا

لذا مَن لم يستطعْ الوقوفَ بعرفةَ فليقفْ عندَ حدودٍ اللهِ الذي عَرِفَهُ.. ومَن لم يستطعْ المبيتَ بمزدلفةَ فليبتْ على طاعةِ اللهِ ليقربهُ ويزلفهُ… – ومَن لم يستطعْ ذبحَ هديٍ بمنَى فليذبحْ هواهُ ليبلغَ المُنَى… ومَن لم يستطعْ الوصولَ لبيتِ اللهِ الحرام؛ لأنَّهُ بعيدٌ فليقصدْ ربَّ البيتِ فإنَّهُ أقربُ إليهِ مِن حبلِ الوريدِ ……. فطُوبَى لشابٍّ نشَأ في طاعةٍ لله، وطُوبَى لرجلٍ ذكَر الله خاليًا ففاضَتْ عَيْناه، وطُوبَى لفتاةٍ أُمِرتْ بالحجاب، فقالت: لبَّيك يا الله، وطُوبَى لامرأةٍ أطاعَتْ زوجَها، وصامَتْ شهرَها، وصلَّتْ خمسَها حبًّا في الله، وطُوبَى لِمَن أطعَمَ أفواهًا، وكسا أجسادًا، ورحم أيتامًا، ووصَل أرحامًا.
غَدًا تُوَفَّى النُّفُوسُ مَا كَسَبَتْ*****وَيَحْصُدُ الزَّارِعُونَ مَا زَرَعُوا
إِنْ أَحْسَنُوا أَحْسَنُوا لِأَنْفُسِهِمْ*****وَإِنْ أَسَاؤُوا فَبِئْسَ مَا صَنَعُوا
اللهُ أكبرُ كبيرًا.. والحمدُ للهِ كثيرًا.. وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا
أَيُّهَا الْسادةُ : فِي الْعِيدِ مَظَاهِرٌ حَمِيدَةٌ يَنْبَغِي تَشْجِيعُهَا وَالْعَمَلُ عَلَى بَقَائِهَا وَتَكْثِيرهَا، فَمِنْهَا: التَّزَاوُرُ لِلسَّلامِ وَالتَّهْنِئَةِ بِالْعِيدِ، وَصِلَةُ الأَرْحَامِ، وَالتَّوْسِعَةُ عَلَى الأَهْلِ مِنْ زَوْجَاتٍ وَأَوْلادٍ وَإِلَبْاسُهُمُ الْجَدِيدَ بِهَدَايَا الْعِيدِ)) وَصِلَةُ الأَرْحَامِ واجبةٌ أيّها الأخيارُ ((فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)[محمد:22- 23) والاجْتِمَاعَاتُ الْعَائِلِيَّةُ وَالأُسَرِيَّةُ وَالزِّيَارَاتُ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَاصْطِحَابُ الأَوْلادِ فِي ذَلِكَ لِأَجْلِ رَبْطِهِمْ بِأَقَارِبِهِمْ وَالتَّعَرُّفِ عَلَيْهِمْ، وَتَوَاصُلُ الْجِيرَانِ وَالتَّنَقُّلُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى آخَرَ فِي صَبِيحَةِ الْعِيدِ لمنْ أعظمِ مظاهرِ الفرحِ والسرورِ.
وَمِنَ الْمَظَاهِرِ الْجَمِيلَةِ فِي الْعِيدِ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى مَنْ حُرِمَ فَرْحَةَ الْعِيدِ أَوْ كَانَتْ فَرْحَتُهُ نَاقِصَة، كَالأَيْتَامِ وَالْمَرْضَى الذِينَ يَرْقُدُونَ عَلَى أَسِرَّةِ الْمَرَضِ، وَيَسْمَعُونَ بِالْعِيدِ وَلَكِنَّهُمْ لا يَلْبَسُونَ الْجَدِيدَ قَدْ أَقْعَدَهُمُ الْمَرَضُ عَلَى الأَسِرَّةِ الْبَيْضَاءِ، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ” (رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ( وعَنْ سَهْلٍt قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا))
وَمِنَ الْمَظَاهِرِ الْجَمِيلَةِ فِي الْعِيدِ: السَّعْيُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُلُوبِ الْحَيَّةِ التِي تَلْتَمِسُ الأَجْرَ إِلَى إِصْلاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ بَيْنَ الْمُتَهَاجِرِينَ فَالْعِيدُ فُرْصَةٌ سَانِحَةٌ يَحْسُنُ اسْتِغْلالُهَا لِذَلِكَ!
وَلا يَحْسُنُ بِنَا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ أَنْ نَعْرِفَ أُنَاسًَا بَيْنَهُمْ تَقَاطُعٌ ثُمَّ نَتْرُكُهُمْ! وَالْهَجْرُ مِنَ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ مُحَرَّمٌ، وَقَدْ تَكَاثَرَتِ الأَدِلَّةُ فِي ذَلِكَ، فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “لا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ” (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
وعن فَضالةَ بنِ عُبَيْدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ فَهُوَ فِي النَّارِ إِلَّا أَنْ يَتَدَارَكَهُ اللهُ بِرَحْمَتِهِ” (رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ فِيهِمَا لِمَنْ لا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًَا إِلَّا الْمُتَهَاجِرَينَ، يَقُالُ: رُدُّوا هَذَينِ حَتَّى يَصْطَلِحَا” (رَوَاه التِّرْمِذِيُّ ) فَهَلْ يَحْسُنُ بِنَا السُّكُوتُ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ هَذِهِ النُّصُوصُ عَنْ إِخْوَانِنَا الْمُسْلِمِينَ الْمُتَقَاطِعِين؟ بَلْ هَلْ نَزْهَدُ فِيمَا قَدْ رَتَّبَهُ اللهُ مِنْ الأَجْرِ الْعَظِيمِ لِمَنْ يَسْعَى فِي الإِصْلاحِ بَيْنَ النَّاسِ حَيْثُ قَالَ تَعَالَى: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء: 114].وَاعْلَمُوا أَنَّ الْهَجْرَ يَزُولُ بِالسَّلامِ وَالْكَلامِ وَزَوَالِ الْوَحْشَةِ وَالشَّحْنَاءِ، وَأَمَّا التَّصَالُحُ لِلسُّمْعَةِ وَالرِّيَاءِ أَوْ مُجَامَلَةً وَإِرْضَاءً لِلآخَرِينِ وَالْقُلُوبُ مَا تَزَالُ تَحْمِلُ الْحِقْدَ وَالْبَغْضَاءَ فَلا يُفِيدُ.
وَمِنَ الْمَظَاهِرِ الْجَمِيلَةِ فِي الْعِيدِ: العفو والصفحُ عمَّا أساءَ إلينا قال سبحانه: ((وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)[البقرة: 237 وَقَالَ تَعَالى في وَصفِ المُهَيَّئِينَ لِجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ: ))وَالكَاظِمِينَ الغَيظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحسِنِينَ) [آل عمران: 134 ألم يأمُرِ اللهُ نَبِيَّهُ -صلى الله عليه وسلم-بقولِه: ((خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ) [الأعراف: 199. لما نزلتْ قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: “ما هذا يا جبريلُ؟” قال: إنّ اللهَ أمرَكَ أنْ تعفُو عمّن ظلمَك، وتُعطي مِن حرمَك، وتصلَ مَن قطعَك )) فكُلُّ إنسانٍ لا بُدَّ أَن يُذنِبَ وَيُخطِئَ، وَمَعَ هَذَا فَهُوَ يُحِبُّ أَن يَغفِرَ لَهُ وَيَعفُوَ عَنهُ صاحبهُ، كذلكَ أنتَ لا بُدَّ أنْ يَتَّسِعَ صَدرُكَ وتَعفوَ عمّنَ أساءَ إليكَ! فالعَفُو شِعارُ الصَّالِحينَ الأنقِيَاءِ ذوِي الحِلمِ والنَّفسِ الرَّضيَّةِ؛ لأنَّهم آثَروا الآجِلَ على العَاجِلِ! غيرَ أنَّ العَفوَ لا يَقدِرُهُ إلاَّ الأقوياءَ الذينَ قَدَّموا رضا اللهِ على حُظُوظِ أنفُسِهم وَرَغَباتِها. وفي مُسندِ الإمامِ أحمَدَ -رحمهُ اللهُ- بسندِهِ أنَّ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ: “مَنْ كَظَمَ غَيظًا وهو قَادِرٌ على أنْ يُنفِذَهُ دَعَاهُ اللهُ على رُؤوسِ الخَلائِقِ حتى يُخيِّرَهُ مِنْ أيِّ الحُورِ شَاءَ” أمَا آنَ للقلوبِ المتنافرةِ أنْ تتصافحَ؟!أمَا آنَ للقلوبِ المتنافرةِ أنْ تتغافرَ؟! أمَا آنَ للقلوبِ المتنافرةِ أنْ تتسامحَ؟! أمَا آنَ للقلوبِ المتنافرةِ أنْ تتلاحمَ؟! أمَا آنَ للقلوبِ المتنافرةِ أنْ تعفوا؟! واعلمُوا أنًّه مَن يعفُ يُعْفَ عنهُ، ومَن يصفحْ يُصْفَحْ عنه، قال اللهُ: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) [النور:22]فهل -يا ترى- ينجحُ العيدُ في أنْ يعيدَ البسمةِ لشفاهٍ قد طالَ شقاقُهَا؟! صدقَ النبيُّ ﷺ إذ يقولُ كما في صحيحِ مسلمٍ مِن حديثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:(مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)، فليكنْ لسانُ حالِنَا مع مَن ظلمنَا وأساءَ إلينَا( لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } يوسف(92)، نقولُهَا للأصحابِ …نقولُهَا للجيرانِ ، نقولُهَا للأرحامِ ، نقولُهَا للأقاربِ … نقولُهَا للأحبابِ في كلِّ مكانٍ (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }سورة يوسف (92). دِينُنَا لَيسَ أَقوَالًا نُرَدِّدُهَا ثُمَّ لا نُطَبِّقُها! إِنَّما قِيَمٌ نَعتَنِقُهَا قَولًا وَعَمَلًا، وَمَبَادِئُ نَتَمَسَّكُ بها سِرًّا وَعَلَنًا، وَمَنهَجٌ نَتَعَامِلُ بِهِ، وَمَا شُرِعَ الدِّينُ إِلاَّ لِتَطهِيرِ البَاطِنِ وَتَغيِيرِ الظَّاهِرِ : فـ”إِنَّ اللهَ لا يَنظُرُ إِلى صُوَرِكُم وَلا أَموَالِكُم، وَلَكِنْ يَنظُرُ إِلى قُلُوبِكُم وَأَعمَالِكُم”(رَوَاهُ مُسلِمٌ)، فَكُن من الذينَ يَستَمِعونَ القَولَ فَيَتَّبِعونَ أَحسَنَهُ.
وَمِنَ الْمَظَاهِرِ الْجَمِيلَةِ فِي الْعِيدِ: شعيرةُ الأضاحي تجسِّم لنا جَدَّنا إبراهيمَ وأبانَا إسماعيلَ -عليهما السلام- بين الابتلاء والطاعة المطلقة، وبَهجة الفداء: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) [الصافات: 102 – 107]. وداومَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على فعلِها، كما في حديثِ أَنَس بن مالك -رضي الله عنه-: أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، وَيَضَعُ رِجْلَهُ عَلَى صَفْحَتِهِمَا وَيَذْبَحُهُمَا بِيَدِهِ(( إِنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ، وَهِيَ النُّسُكُ الْعَامُّ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ، وَالنُّسُكُ مَقْرُونٌ بِالصَّلَاةِ فِي قَوْلِهِ: (إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين) َوَيُشْتَرَطُ فِيهَا أَنْ تَكُونَ سَالِمَةً مِنَ الْعُيُوبِ الَّتِي تَمْنَعُ إِجْزَاءَهَا، وَهِيَ الْوَارِدَةُ فِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ يَقُولُ: “لَا يَجُوزُ مِنَ الضَّحَايَا: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ عَرَجُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي”(رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ) فيَا مَنِ اسْتَجَبْتُمْ لِنِدَاءِ رَبِّكُمْ: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾. وَاسْتَجَبْتُمْ لِأَمْرِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًَا» رواه الحاكم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.اسْتَجِيبُوا لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًَا لِمَا جِئْتُ بِهِ» فهَلْ تُرَانَا نَضُمُّ إلى أَضَاحِيِّنَا هَذِهِ تَضْحِيَاتِنَا بِأَهْوَائِنَا وَشَهَوَاتِنَا، لِنَجْعَلَ مِنْ هَذَا العَيدِ عِيدَيْنِ، عِيدَ نَحْرِ الأَضَاحِي، وَعِيدَ نحر الهوى والشهواتِ؟ هَلْ تُرَانَا نَضُمُّ إلى أَضَاحِينَا هَذِهِ تَضْحِيَتَنَا بِعِنَادِنَا وَحِقْدِنَا وَحَسَدِنَا وَبُغْضِنَا لِبَعْضِنَا بَعْضٍ، لِنَجْعَلَ مِنْ هَذَا العَيدِ عِيدَيْنِ، عِيدَ نَحْرِ الأَضَاحِي، وَعِيدَ جَمْعِ الكَلِمَةِ على الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَاللهِ لَقَدْ خُدِعْنَا بِالشِّعَارِ البَرَّاقِ شِعَارِ الرَّبِيعِ العَرَبِيِّ، الذي هُوَ في الحَقِيقَةِ الجَحِيمُ العَرَبِيُّ، خُدِعْنَا بِهَذَا الشِّعَارِ فَدَمَّرْنَا بَلَدَنَا، وَسَفَكْنَا دِمَاءَنَا، وَيَتَّمْنَا أَطْفَالَنَا، وَرَمَّلْنَا نِسَاءَنَا، وَخَرَّبنَا مُمْتَلَكَاتِنَا، وَكُلُّ ذَلِكَ بِأَيْدِينَا، فشَتَّانَ بَيْنَ مَنْ يُضَحَّي بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ في سَبِيلِ إِحْيَاءِ العِبَادِ وَالبِلَادِ، وَبَيْنَ مَنْ يُضَحِّي بِالعِبَادِ وَالبِلَادِ في سَبِيلِ الأَوْهَامِ وَالأَحْلَامِ التي يُزَيِّنُهَا لَهُ شَيَاطِينُ الإِنْسِ وَالجِنِّ.
وَمِنَ الْمَظَاهِرِ الْجَمِيلَةِ فِي الْعِيدِ: المحافظةُ على الدماءِ والأموالِ والأعراضِ وقف نبيُّنا محمدٌ eفي منًى خطيبًا في الحجَّاج، فذَكَر تعظيم مكان الحج، وتعظيم زمانه، وتعظيم يومه الأكبر الذي هو يوم النحر، وتعظيم أمر الدماء والأعراض والأموال؛ كما روى جَابِرٌ – رضي الله عنه – قال: خَطَبَنَا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوم النَّحْرِ، فقال: ((أيُّ يَوْمٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟))، فَقَالُوا: يَوْمُنَا هذا، قال: ((فأي شَهْرٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟))، قالوا: شَهْرُنَا هذا، قال: ((أي بَلَدٍ أَعْظَمُ حُرْمَةً؟))، قالوا: بَلَدُنَا هذا، قال: ((فإن دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، هل بَلَّغْتُ؟))، قالوا: نعم، قال: ((اللهم اشهد))؛ رواه أحمد.
اللهُ أكبر، ما أعظمَها من وصية ودَّعنا بها رسولُنا – صلى الله عليه وسلم – في أعظمِ موسمٍ، وأفضلِ يومٍ، وخيرِ مكانٍ، وهو متلبِّس بمناسك الحج! فلنحسن فهْم هذه الوصية، ولنأخذ بها؛ فإنها من الناصح الأمين – صلى الله عليه وسلم.
اللهُ أكبرُ كبيرًا.. والحمدُ للهِ كثيرًا.. وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا.
وَمِنَ الْمَظَاهِرِ الْجَمِيلَةِ فِي الْعِيدِ: أنْ لا ننسى إخواننا في غزةَ وفلسطينَ بالدعاءِ والمساعداتِ وبتجديدِ للمشاعر الأخويِة الإيمانيةِ، حينما يشعرُ المسلمُ بإخوانِه المسلمين في بقاعِ الأرضِ، يشاركونه الفرحةَ والسعادةَ، والشعائرَ والعبادةَ، فيدركُ حقيقةَ تلكم الرابطةَ العظيمةَ، والصلةَ المتينةَ، التي أكدها دينُنا بأساليبِ عديدةٍ، ويدرك أنها سببٌ للتمكينِ والقوةِ، والنصرِ والعزةِ، فيسعى للقيام بواجباتِه نحو أمتِه وإخوانِه، فيتذوق حلاوةُ الإيمانِ، التي فقدتها كثيرُ من القلوبِ، ففي الحديثِ: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ»؛ (أخرجاه في الصحيحين). إنها طريقُ الجنان ِوسبيلُ المؤمنين لرضى الرحمنِ، ففي الحديث: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا أَنْتُمْ فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» (أخرجه مسلم))
اللهُ رَبّـي لَا أُرِيْـدُ سِـــوَاهُ *** هَلْ فِي الوُجُــوْدِ خالق إلَّا هو!!
الشَّمْسُ وَالْبَدْرُ مِنْ آيـَاتِ قُدْرَتِهِ***وَالْبَرُّ وَالْبَحْرُ فَيْضٌ مِنْ عَطَايَـاهُ
الطَّيْرُ سَبَّـحَهُ ، وَالْوَحْشُ مَجَّدَه***وَالْمَوْجُ كَبَّرَهُ ، وَالْحُوتُ نَاجَاهُ
وَالنَّمْلُ تَحْتَ الصُّخُورِ الصُّمِّ قَدَّسَهُ*** وَالنَّحْلُ يَهْتِفُ حَمْدًا فِي خَلايَاهُ
وَالنَّاسُ يَعْصُونَهُ جَهْرًا ؛ فَيَسْتُرُهُمْ ***وَالْعَبْدُ يَنْسَى وَرَبِّي لَيْسَ يَنْسَاهُ
اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا
أيُّها السادةُ: العيدُ أنْ تعودَ إلى أهلِكَ بالبسمةِ والصفاءِ، العيدُ أنْ تكونَ بارًا لأبيكَ وأمِّكَ، العيدُ أنْ لا يخافكَ مسلمٌ، العيدُ أنْ تصلحَ ما بينك وبين اللهِ، العيدُ أنْ تصلحَ ما بينك وبين الناسِ، العيدُ أنْ تعفوَ عمّن ظلمَك، العيدُ أنْ تصلَ مَن قطعَك، العيدُ أنْ تعطيَ مَن حرمَك، فليس العيدُ لمَن لبسَ الجديدَ إنّما العيدُ لمَن طاعتُهُ تزيد، ليس العيدُ لمن تجملَّ باللباسِ إنّما العيدُ لمَن عملَ ليومِ الوعيدِ، العيدُ أنْ لا تؤذِي مسلمًا، العيدُ أنْ تحملَ الحبَّ في قلبِكَ لجميعِ الناسِ، العيدُ أنْ تنزعَ مِن قلبِكَ الحقدَ والغلَّ والبغضاءَ .
حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا من كيدِ الكائدين، وشرِّ الفاسدين وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين
وكلُّ عامٍ وأنتم بخيرٍ بل أنتم الخيرُ لكلِّ عامٍ وتقبلَ اللهُ منَّا ومنكم صالحَ الأعمالِ.