د. محمود بكار يكتب : الإعلام المصري تحت شعار أنا لا أكذب ولكنى أتجمل

الإعلام قد يكون مرآة عاكسة لحال الدولة وما يدور فيها وطريق معرفة للمواطن الباحث عن الحقيقة والوصول إليها بشكل دقيق وغير مشوه، وفي الغالب يكون الإعلام أكثر تأثيراً في المجتمعات المتخلفة  أو ذات الثقافة المحدودة، والمتأمل لحالة الإعلام المصري التي عليها الآن وما وصل إليه من تردي وسوء غير مسبوق يدرك أن اعلامنا المصري قد أفتقد الشخص صاحب التأثير سواء في القراء أو المشاهدين، ووسط كل هذة الكوكبة من الإعلاميين ما عدنا نسمع عن الإعلامي النجم الذي يهرول له قراءه ومشاهديه منتظرين ما سيقدمة يومياً.

ورغم ما يمر به الشارع المصري من أحداث وقضايا تدعو الأعلام إلي ضرورة توفير مساحات واسعة لتناولها ومحاولة البحث عن حلول وتقديم مقترحات تساهم في حل هذة القضايا وتدفع الوطن إلي التقدم والرقي، نجد هؤلاء يتناولون قضايا لا تسمن ولا تغني من جوع، والأمثلة علي ذلك كثيرة مثل استضافة أبطال مسلسل رمضاني او أبطال أحد الأفلام الهابطة التي أفسدت الشارع المصري، أو إستغلال الخلاف الشخصي بين طرفين ومحاولة إثارة هذا الخلاف، وأثارة التعصب بين الجماهير في المجال الرياضي …إلخ، وبذلك يرتكب الأعلام المصري جريمة في حق الشعب المصري تتمثل في ثلويث فكر الشعب فهو أحد أسباب ان يستقي الشعب أفكاره وأماله ومعلوماته من خلال الساقطات في الأفلام والمسلسلات الهابطة والبرامج التافهة، وبالتالي فالتلوث الفكري والسمعي والبصري والانحطاط الذي نعيشة هذة الأيام هو الناتج الطبيعي لهذا الاعلام.

وحتي وإن تناول هذا الأعلام بعض القضايا التي تهم الشارع المصري غالبا ما يتناولها بشئ بعيد عن المصداقية بل أنه يحاول تزييف الحقائق وإبداء خلاف ما هو علية الوضع الحالي ولنا في أحداث الثانوية العامة وإنهيار الجنية المصري أمام الدولار، وأرتفاع الأسعار…إلخ خير مثال، كذلك غابت الوسيلة الإعلامية تأثيراً ونجومية كما كان في السابق وخاصة في حقبة السبعينيات والثمانينيات ليتراجع الأعلام المصري خطوات إلي الوراء وأصبح الأن في حاجة لصناعة جديدة تأتي بنجوم حقيقيين يثرون الساحة لا مجرد أسماء وهمية لا يشعر بها القارئ أو المشاهد.