web analytics
أخبار عاجلة
الدكتور خالد بدير

خطبة بعنوان: “الوصايا الحسان في كيفية استقبال رمضان”، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 29 من شعبان 1438هـ – 26 مايو 2017م

خطبة بعنوان: “الوصايا الحسان في كيفية استقبال رمضان”، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 29 من شعبان 1438هـ – 26 مايو 2017م.

لتحميل الخطبة بصيغة word أضغط هنا

لتحميل الخطبة بصيغة pdf أضغط هنا

 

ولقراءة الخطبة كما يلي:

 

عناصر الخطبة:

الوصية الأولى: الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان

الوصية الثانية: الفرح والابتهاج بطاعة الله

الوصية الثالة: التخلية قبل التحلية

الوصية الرابعة: إصلاح ذات البين

الوصية الخامسة: صحبة الأخيار

الوصية السادسة: وضع خطة وبرنامج عملي للاستفادة من رمضان

المقدمة:                                                            أما بعد:

عباد الله: يحسن بنا نحن المسلمين أن نستعد لاستقبال رمضان خير استقبال . . . فالمسافر يستعد لسفره ، والموظف يستعد بالدورات التدريبية لوظيفته, والشياطين تستعد لهذا الشهر أو توسوس للناس – قبل أن تصفد فيه – بأنواع الملاهي كالأفلام والألعاب الفارغة،  فالعبد في رمضان لا يخلو حاله من اثنين : إما أن يكون من الذين دعا عليهم جبريل وأمَّن خلفه النبي الأمين بالبعد من رحمة رب العالمين ؛ فعَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ ، فَقَالَ : ” آمِينَ آمِينَ آمِينَ ” ، قَالَ : ” أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ ، فَمَاتَ ، فَدَخَلَ النَّارَ ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ، قُلْ آمِينَ ، فَقُلْتُ : آمِينَ ، قَالَ : يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ ، فَمَاتَ ، فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ ، فَأُدْخِلَ النَّارَ ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ، قُلْ آمِينَ ، فَقُلْتُ : آمِينَ ، قَالَ : وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ ، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ، قُلْ آمِينَ ، فَقُلْتُ : آمِينَ “. “.( الطبراني والبيهقي وابن حبان بسند حسن ). وإما أن يكون من الذين قال فيهم نبينا صلى الله عليه وسلم : ” ْ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” ( متفق عليه). ولا شك أن كل واحد منا يتمنى أن يكون من النوع الثاني الذي غفر له ما تقدم من ذنبه؛ ولكن هذا لا يأتي بالتمني وإنما بالعمل والعزم والاجتهاد ؛ لذلك جمعت لكم هذا الوصايا والتي إذا طبقناها وعملنا بها نكون من الفائزين في رمضان إن شاء الله تعالى؛ وهذه الوصايا تتمثل فيما يلى:-  

الوصية الأولى: الدعاء بأن يبلغك الله شهر رمضان

 فندعو الله أن يبلغنا هذا الشهر الكريم كما كان السلف يفعلون ذلك فقد كانوا يدعون الله ستة أشهر قبل رمضان أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر بعد رمضان أن يتقبل منهم رمضان، وكان يحيى بن أبي كثير يقول: “اللهم سلمنا إلى رمضان، وسلم لنا رمضان، وتسلمه منا متقبلا”. فندعو الله أن يعيننا على أن نحسن استقبال الشهر وأن نحسن العمل فيه، لأنه قد يبلغك رمضان وأنت مصرٌّ على معصيته!! يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله: ” إذا دعوت الله أن يبلغك رمضان فلا تنس أن تدعوه أن يبارك لك فيه, فليس الشأن في بلوغه! وإنما الشأن ماذا ستعمل فيه؟!!! لأنك إذا وُفِّقت فيه لعمل صالح فإنك ستسبق الجميع إلى الجنة حتى الشهيد. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:كَانَ رَجُلَانِ مِنْ بَلِيٍّ مِنْ قُضَاعَةَ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا وَأُخِّرَ الْآخَرُ سَنَةً. قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ!! فَأَصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ وَصَلَّى سِتَّةَ آلَافِ رَكْعَةٍ أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً صَلَاةَ السَّنَةِ؟!! “( السلسلة الصحيحة، الألباني)، فمع أنهما أسلما في يوم واحد ومات الأول شهيداً، إلا أن تأخير موت الآخر سنة جعله سابقا للشهيد إلى الجنة لأنه أدرك شهرا من رمضان زيادة على صاحبه وبارك الله له فيه.

وأنا أركز على البركة في العمر واغتنامه في الطاعة، فعن أبي بكرة-رضي الله عنه- أن رجلا قال:يا رسول الله أي الناس خير؟،قال :” مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ”،قال: فأي الناس شر؟ قال:” مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ ” ( الترمذي وصححه الألباني )

قال الطيبي –رحمه الله-:”إن الأوقات والساعات كرأس المال للتاجر، فينبغي أن يتَّجِرَ فيما يربح فيه، وكلما كان رأس ماله كثيرا كان الربح أكثر، فمن انتفع بعمره بأن حَسُن عملُهُ فقد فاز وأفلح، ومن أضاع رأس ماله لم يربح وخسر خسرانا مبينا”. (تحفة الأحوذي)

لذلك يسن إذا بلغت رمضان ورأيت الهلال تقول كما كان  النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  يقول:” اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ” [ الترمذي وحسنه ]

ويدعو بأن يُوفق المرء فيه للطاعة, ويُبارك له في الوقت, ويُؤخذ بيده لكل بر، فالأمور كلها بيد الله, والتوفيق من عنده, والتأييد من لدنه, فاطرق باب الكريم قبل دخول الشهر وبعد دخوله وفي كل ساعة وعند كل لحظة، انطرح بين يديه, واسأله سؤال الصادقين, أن يجعلك في عِداد الموفقين, وأن يسلك بك طريق المؤيدين، واعلم أنك تسأل رباً كريماً يُحب من يسأله، فإذا كان من يسأل الدنيا يهبه الله إياها, فكيف بمن يسأل ما يحبه الله من الطاعات؟!! لا شك أنه أولى بالتأييد وأقرب للإجابة, فكن من الصادقين في الدعاء, وألح على ربك عند السؤال للتوفيق للطاعات. فأكثر من الدعاء: اللهم ارزقنا عمرا مديدا، وقولا سديدا، وعملا صالحا كثيرا، اللهم أجز لنا العطية، وأصلح لنا النية، وأحينا فيه الحياة المرضية.

الوصية الثانية: الفرح والابتهاج بطاعة الله

 والفرح برمضان يكون بالطاعة والعبادة والقرآن:{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} ( يونس: 58)

وقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان، ويفرحون بقدومه، وأي فرح أعظم من الإخبار بقرب رمضان موسم الخيرات، وتنزل الرحمات. وقد صور رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هذه الفرحة بقوله ” لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ” ( متفق عليه )

وتخيل ضيف عزيز عليك لم تره منذ سنة وجاء إليك فماذا أنت فاعل له؟!! فأين الترحيب بالعمل الصالح؟!!!

فهذا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- يستعد لرمضان فأنار المساجد بالقناديل، فكان أول من أدخل إنارة المساجد، وأول من جمع الناس على صلاة التراويح في رمضان، فأنارها بالأنوار وبتلاوة القرآن، حتى دعا له الإمام علي -رضي الله عنه –بسبب ذلك. فعن أبى إسحاق الهمداني قال : خرج على بن أبى طالب في أول ليلة من رمضان والقناديل تزهر وكتاب الله يتلى في المساجد، فقال:” نور الله لك يا ابن الخطاب في قبرك كما نورت مساجد الله بالقرآن”.

هذه الفرحة في الدنيا، فضلا عن فرحة العبد عند الإفطار، أما فرحة الآخرة فحدث ولا حرج، فعن جابر بنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قال: ” لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لِي: يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا؟ قُلْتُ :يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا. قَالَ: أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟ قَالَ: قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.قَالَ: مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً. قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ. قال: يا رب فأبلغ من ورائي ” فنزلت هَذِهِ الْآيَةُ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) } ( آل عمران ) ( ابن ماجة والترمذي والحاكم وصححه )، فهو يريد أن يبلغ جابرا ومن وراءه بالفرحة التي فيها، فبلغ عنه الله وجاء التعبير بقوله ( فرحين ) وإعرابها: حال منصوبة، فهذا حال كونهم فرحين بالطاعة والجهاد والصيام وغير ذلك، لأن العبد الطائع يفرح بلقاء الله ويحبه ويتمناه، والعاصي بخلافه.

فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ؛ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ” قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ! قَالَ:” لَيْسَ ذَاكِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ.” ( متفق عليه )، فالطاعة والعبادة دليل الحب ، والمعاصي والذنوب دليل البغض والكره. قال سليمان بن عبد الملك لأبي حازم يا أبا حازم : كيف القدوم على الله عز وجل؟ فقال : يا أمير المؤمنين أما المحسن فكالغائب يأتي أهله فرحا مسرورا، وأما المسيء فكالعبد الآبق يأتي مولاه خائفا محزونا.

عباد الله: ألا فرحنا بالعبادة والطاعة كما نفرح ونستعد بالطعام والشراب، باع قوم من السلف جارية ، فلما اقترب شهر رمضان، رأتهم يتأهبون له، ويستعدون بالأطعمة وغيرها. فسألتهم عن سبب ذلك؟ فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان. فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان! لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان، ردوني عليهم.

الوصية الثالة: التخلية قبل التحلية

فالقلوب مملوءة بالسواد والظلمة طوال العام من أثر الذنوب والمعاصي، سب وشتم وغيبة ونميمة ونظر إلى حرام وشرب محرم وغل وحقد وحسد ونفاق وشقاق وسوء أخلاق وأكل حرام وفعل المنكرات…..إلخ وكل ذلك سبب في سواد القلب، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:”إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ:{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }(الترمذي وصححه)، فتخيل كيف حال قلبك بعد أحد عشر شهرا من المعاصي والآثام؟!! فيجب أن نخلى القلب ونجليه ونطهره من هذه الآثام والظلمات، قبل أن نحليه بالعبادة والطاعة، فلا يجوز إدخال القرآن والصلاة والذكر على مثل هذه القاذروات، حتى نطهر القلب منها، فهب أنك عندك قطعة أرض فضاء مملوءة قمامة تريد بناءها وتشييدها، هل ستحليها بالبنيان على ما هي عليه من قمامة أم تطهرها ؟!! فهكذا القلب يحتاج إلى تخلية قبل التحلية.  فلا بد من الإقلاع عن الذنوب التي عشقناها طول العام، انزع نفسك من أوصاف الدنيا التي غرتك في سالف الأيام، اعتق رقبتك من أسر الهوى والآثام، حرر قلبك من سجون المادية الغليظة والأوهام، إذا صلحت بدايتك صلحت نهايتك، ومن صلحت بدايته صلحت نهايته، وإنه إذا أحسن البدء حسن الختام.

ولنندم على تقصيرنا في جنب الله، وكم أن الله أمهلنا حتى هذا الوقت لنتوب، وإذا لم نتب الآن فمتى نتوب؟!

حكى أن رجلا دخل مسجد رسول الله –صلى الله عليه وسلم – على حين كان الناس يخرجون منه، فتسائل الرجل: لماذا يخرج الناس قبل أن أصلى؟ فقال له أحد المصلين: قد أقيمت صلاة الجماعة وفرغنا منها، فقال: لقد جئت متأخرا!!! عند ذلك انطلقت من الرجل آهة تمزقت منها روحه، وحملت رائحة من دم قلبه، فقال له رجل: يا أخي هون عليك، هب لي تلك الآهة وصلاتي لك، فقال وهبتها لك وقبلت الصلاة، فلما جاء الليل قال له هاتف في الرؤيا: لقد اشتريت جوهر الحياة وشفاء الروح، فبحرقة هذه الآهة، وبصدق هذا الندم، قبلت صلاة الناس كافة.

أحبتي في الله: إن لزوم الذنوب والمعاصي سبب لحرماننا من الطاعات ولا سيما في رمضان، جاء رجل إلى الحسن البصري – رحمه الله – وقال له يا أبا سعيد: أجهز طهوري وأستعد لقيام الليل ولكني لا أقوم, ما سبب ذلك ؟ فقال له الحسن: قيدتك ذنوبك. نعم – الذنوب والمعاصي – سببٌ للحرمان من كل خير .

كم نرى من التفريط وضياع الوقت وعدم استغلالنا لمواسم الخيرات في رمضان وغيره مع علمنا بفضله, لاشك أن من الأسباب الرئيسية أن ذنوبنا قيدتنا, وحرمتنا هذا الخير .

والأشد والأنكى من يُحرم كثيراً من الطاعات ويكون منغمساً بالمعاصي حتى في شهر رمضان, فلا ينتهي من واحدة إلا تلبس بأخرى في حرمان موجع, وخذلان مفجع . إن من حُرم خير هذا الشهر فهو المحروم، ومن خُذل في مواسم البر فهو المخذول .

ولا علاج لهذا إلا بالتوبة النصوح قبل بلوغ الشهر .

هل تعلم أن عدد ساعات رمضان سبع مئة وعشرون ساعة لو نمت كل يوم ثمان ساعات – والجاد لا يفعل لعلمه بفضيلة الزمان – لكان بقي لك أربع مئة وثمانين ساعة, أليست فرصة لأن تتزود فيها من الطاعات ما يكون لك خير زاد يوم القدوم على الله؟!!

فهيا يا أخي ويا أختي لنحرق نار الهوى والمعاصي ولنرجع إلى ربنا الرحيم الذي يقبل توبة عبده إذا تاب إليه وأناب.

قال الحسن -رحمه الله: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفى طرقكم، وفى أسواقكم، وفى مجالسكم، وأينما كنتم فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة؟!!

فعلينا أن نفتح صفحة بيضاء مع الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر. علينا أن نفتح صفحة بيضاء مع الوالدين والأقارب، والأرحام والزوجة والأولاد بالبر والصلة. علينا أن نفتح صفحة بيضاء مع المجتمع الذي نعيش فيه

علينا أن نعمل على سلامة الصدر مع المسلمين قبل رمضان.

روى عن ابن مسعود أنه سُئل: كيف كنتم تستقبلون شهر رمضان؟ فقال: ما كان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه المسلم.  اللهم انزع الحقد والحسد من قلوبنا وبلغنا رمضان يا الله.

الوصية الرابعة: إصلاح ذات البين

عباد الله: كثير منا – إلا من رحم الله – بينه وبين أخيه أو صديقه أو زميله أو أحد أقاربه أو جيرانه خلاف وشقاق وخصام وشحناء وبغضاء؛ ولا شك أن ذلك سبب عائق ومانع لرفع الأعمال وحجب المغفرة والرحمات والبركات ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا” (مسلم)، وعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ [ ابن ماجة بسند حسن ].

 والناظر إلى السنة المطهرة يجد أنَّ سنةَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عامرةٌ بالنصوص المؤكِّدة على أهمية طهارةِ القلوب وسلامتها من الغلِّ والشحناء والبغضاء، يُسأل عليه الصلاة والسلام: أيُّ الناس أفضل؟ فيقول:”  كلّ مخموم القلب صدوق اللسان، فيقال له: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ فيقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هو التّقي النقي، لا إثم ولا بغي ولا غلَّ ولا حسد”. (رواه ابن ماجه بإسناد صحيح) ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا”. (متفق عليه)، بل إنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:” لا تدخُلوا الجنةَ حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا”. ( مسلم) ويقول عليه الصلاة والسلام: “ألا أخبركم بأفضلَ من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: ” إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين”. ( أبو داود بإسناد صحيح.)

فالعبد يجتهد في الصيام والقيام وقراءة القرآن وصلة الأرحام والإنفاق وغير ذلك من القربات؛ وكل ذلك يحلقه الخصام والشحناء والبغضاء وفساد ذات البين؛ بل إن أعماله لا ترفع ولن يغفر الله حتى يصطلح مع أخيه.

أحبتي في الله: وقفت مع نفسي وقفة وتأثرت كثيراً حينما قرأت حديثاً عن ليلة القدر في صحيح البخاري. عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ :” أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: إِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ وَإِنَّهُ تَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ ” قلت: رفعت تعيين أعظم ليلة بسبب شجارٍ وسبٍّ وخصامٍ بين رجلين !!! فما بالكم لو كانت الأمة كلها متشاحنة ومتباغضة كما هو الواقع  الآن؟!!!!!

فبادر أنت بالخير إذا أعرض عنك أخوك وكن أنت الأخير والأفضل عند الله حتى ترفع أعمالك ، فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ”(متفق عليه).

الوصية الخامسة: صحبة الأخيار

ينبغي على المرء أن يحسن اختيار الصاحب، لأنه يكون على هديه وطريقته ويتأثر به، كما قيل: الصاحب ساحب، حتى لو أردت أن تعرف أخلاق شخصٍ فسأل عن أصحابه. قال الشاعر:

عَنِ المَرءِ لا تَسأَل وَسَل عَن قَرينَهُ         فَكُلُّ قَرينٍ بِالمُقارِنِ يَقتَدي

وقال آخر:

واحـذرْ مُصاحبـةَ اللئيـم فـإنّـهُ       يُعدي كما يُعدي الصحيـحَ الأجـربُ

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ” [ السلسلة الصحيحة – الألباني ] . قال العلماء: يعني لا تخالل إلا من رضيت دينه وأمانته فإنك إذا خاللته قادك إلى دينه ومذهبه، ولا تغرر بدينك ولا تخاطر بنفسك فتخالل من ليس مرضيا في دينه ومذهبه.

وقد صور النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك فقال:” مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً”( متفق عليه ) يعني: هو مستفيد على كل حال، إما أن يعطيك، وإما أن يبيع لك، وإما أن يعلق فيك رائحة طيبة، كذلك الجليس الصالح: إما أن يأمرك بالخير، وإما أن ينهاك عن الشر، وإما أن يدعوك إلى الخير ويحضك عليه، فأنت مستفيد، كذلك جليس السوء إما أن يزهدك من الخير أو يرغبك في الشر، فأنت متضرر على كل حال.

حتى أن أثر الصحبة – صالحة أو طالحة – تعدَّى من عالم الإنسان إلى عالم الكلاب. قال تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } ( الكهف: 22) فقد استفاد الكلب من صحبة الأخيار، وهو الآن معروف أنه من أخس الحيوانات، ومع ذلك لما صاحب الأخيار صار له شأن وذكر معهم في القرآن وأصابه ما أصابهم،كما أن الكلب المعلم لما تعلم صار له ميزة وارتفع شأنه بالعلم، وصار يصيد بالتعليم، وله حكم يختلف عن بقية الكلاب، قال تعالى: {مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ } [المائدة:4]، حتى الكلاب إذا تعلمت صار لها شرف ومزية على غيرها.

أحبتي في الله: والله إن الصاحب – وخاصة في رمضان – إذا كان صالحاً سيأخذ بيديك إلى الجنة ، وإن كان طالحا يجرك إلى جهنم جرا، وسأضرب لك مثالين:

الأول: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ. فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟! فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَيُعِيدُ لَهُ تِلْكَ الْمَقَالَةَ حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } ( متفق عليه ).

فوجود أبي جهل والصحبة السوء جعلت أبا طالب من أصحاب الجحيم، وحزن عليه النبي حزنا شديدا.

المثال الثاني: عن ابن عباس قال: « كان عقبة بن أبي معيط لا يقدم من سفر إلا صنع طعاماً فدعا إليه أهل مكة كلهم، وكان يكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم ويعجبه حديثه، وغلب عليه الشقاء فقدم ذات يوم من سفر فصنع طعاماً ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعامه فقال: ما أنا بالذي آكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله . فقال : أطعم يا ابن أخي. قال : ما أنا بالذي أفعل حتى تقول . . . فشهد بذلك وطعم من طعامه . فبلغ ذلك أُبي بن خلف فأتاه فقال: أصبوت يا عقبة؟ – وكان خليله – فقال: لا والله ما صبوت. ولكن دخل عليَّ رجل فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له، فاستحييت أن يخرج من بيتي قبل أن يطعم، فشهدت له، فطعم. فقال: ما أنا بالذي أرضى عنك حتى تأتيه فتبصق في وجهه. ففعل عقبة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ألقاك خارجاً من مكة إلا علوت رأسك بالسيف، فأسر عقبة يوم بدر فقتل صبراً ولم يقتل من الأسرى يومئذ غيره » .( الدر المنثور , للسيوطي ) وفي ذلك نزل قوله تعالى: { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)} ( الفرقان )، فتخيل أنه فضل رضا صاحب السوء على رضا الله ورسوله وكانت النتيجة جهنم وبئس المصير.

فهذه رسالة أوجهها لآبائي وإخواني وأبنائي وكل فئات المجتمع أن يحسنوا اختيار الصحبة ولا سيما في رمضان لشدة تأثيرها كما ذكر.

الوصية السادسة: وضع خطة وبرنامج عملي للاستفادة من رمضان

الكثيرون من الناس وللأسف الشديد حتى الملتزمين بهذا الدين يخططون تخطيطاً دقيقاً لأمور الدنيا، ولكن قليلون هم الذين يخططون لأمور الآخرة، وهذا ناتج عن عدم الإدراك لمهمة المؤمن في هذه الحياة، ونسي أو تناسى أن للمسلم فرصاً  كثيرة مع الله ومواعيد مهمة لتربية نفسه حتى تثبت على هذا الأمر، ومن أمثلة هذا التخطيط للآخرة، التخطيط لاستغلال رمضان في الطاعات والعبادات، فيضع المسلم له برنامجاً عملياً لاغتنام أيام وليالي رمضان في طاعة الله تعالى. يصلي الأوقات في المسجد جماعة، والتراويح بجزء، والمحافظة على صلاة الضحى، والتهجد، وصلة الأرحام، والإنفاق، وزيارة المرضي، وحضور الجنائز ، وغير ذلك ، فتقوم بعمل جدول في كراسة من ثلاثين خانة ولكل يوم تسطر فيه أعماله، ثم توقع عليها وتكتب شرطا جزائيا: أقر أنا الموقع أدناه أنني لن أقصر في أي بندٍ من البنود سالفة الذكر، وإذا قصرت أتعهد بدفع مبلغ خمسة جنيهات صدقة. حتى الشرط الجزائي يكون طاعة!

وهكذا أحبتي في الله لو التزمنا بكل ما سمعناه نكون من الفائزين في رمضان الفرحين في الدنيا والآخرة.

اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا فيه………..آمين

الدعاء،،،،،،،                   وأقم الصلاة،،،،،

كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

عن admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

شاهد أيضاً

خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للدكتور عمر مصطفي، بتاريخ 17 شوال 1445هـ ، الموافق 26 أبريل 2024م

خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للدكتور عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للدكتور عمر مصطفي، بتاريخ 17 …

خطبة الجمعة بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 17 شوال 1445 هـ ، الموافق 26 أبريل 2024م

خطبة الجمعة بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 17 شوال 1445 …

خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024 م بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 17 شوال 1445هـ ، الموافق 26 أبريل 2024م

خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل : تطبيقات حُسن الخلق ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024 م بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، …

خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م من الأرشيف : تطبيقات حسن الخلق ، بتاريخ 17 شوال 1445هـ – الموافق 19 أبريل 2024م

خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م من الأرشيف : تطبيقات حسن الخلق

خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م من الأرشيف : تطبيقات حسن الخلق …

4 تعليقات

  1. جعله الله في ميزان حسناتك يدكتور خالد

  2. الشيخ الشاذلى

    بارك الله فيك يا دكتور خالد نفعنا الله بعلمك وجعل ذلك فى ميزان حسناتك ولكن من يقرا ومن يسمع ومن يعمل فما علينا الا البلاغ والله الموفق وكل عام وانتم جميعا والامة الاسلاميةبخير وامن وامان وسلامة وسلام
    \

  3. بارك الله فيك يا دكتور خالد نفعنا الله بعلمك وجعل ذلك فى ميزان حسناتك ولكن من يقرا ومن يسمع ومن يعمل فما علينا الا البلاغ والله الموفق وكل عام وانتم جميعا والامة الاسلاميةبخير وامن وامان وسلامة وسلام
    \

  4. الشيخ مسعد زقزق

    ربنا يبارك فيك يا دكتور وغظم قدرك ونفعنا بعلمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »